
قصة واحدة من الفساد شاذة أو مكذوبة تدفع عشرات الآلاف إلى شفاعات محرمة ، أو وسائل ممنوعة ؛ وذلك لأجل أخذ وضعية الدفاع عن حقوقهم ، ثم يتحول هذا الذي أراد الدفاع فقط إلى مبادر للفساد ؛ لأنه عرف دلاليه ، وألف دهاليزه المتشعبة المظلمة ؛ فحينئذ يصير الفساد عادة ً للناس، وينتشر انتشار النار في الهشيم. الدرس : ▪ أن التساهل مع أي حالة فساد يعني أن مكافحته قد تكون نوعا من ضياع الجهد والمال ......تتمة

الكتابة بريد المعرفة بين عشاقها ، وجَسر تواصل المعمورة بين آفاقها. وهي مستودع خبرة المحنكين، ومخزن نتائج أفكار المجربين ؛ فإذا دخلت مكتبةً فإنك لا تبصر أوراقا مرصوصة ؛ وإنما ترى أدمغة مرصوفة. وكل فضيلة للقراءة فهي عاريَّة من الكتابة مردودة إليها ؛ لأن المكتوب هو كنز العلم ، وموئل المعرفة ، ولأن القراءة لم توجد إلا بالكتابة . والقراءة الموجهة وإن كانت تورث علما غزيرا ، إلا أنه ......تتمة

كثيرا ما يردد عبارة "الإنصاف عزيز" و "العدل فضيلة" لكنه يفشل في امتحان العدل عند أدنى مساس بذاته أو من يحب : فهو لا يعرف قدسية العدل إلا إذا مسّه الظلم.. وتراه يزين قوله بأضعف الحجج ، ويُعْرضُ في كلام غيره عن أقوى البراهين .. ويرى أن معصية الناس لله كانت عن خبث طوية وفساد نفس ؛ فإذا ابتلى أو قريبه بمثلها فهي هفوة غير مقصودة ، أو أن ظروفها مختلفة.. ويُظهر للناس أن اختياراته العلمية تحقيق ون ......تتمة
ينتشي كثيرون حين يرون تجمهر الناس حولهم ، ويطربون حين يسمعون مديحهم ، أو قرع نعالهم في الأعقاب ، ولكن هذا قد يُعمي عن المراجعة والتمحيص ؛ فهاهنا مقاتل الأخيار . إن كثيرا من الناسكين ربما صمد أمام جمال المرأة ، أو بريق الدنانير ، لكنه قد لا يصمد أمام الجاه والشرف ، ولهذا قيل : حب الرياسة آخر ما يخرج من قلوب الصديقين . من "نفح الطيب" (5/260). وقال سفيان الثوري رحمه الله: رأيناهم يزهدون في الطع ......تتمة

إذا ما انتحل البعض شيئا من مقالات الفرق والاتجهات الفكرية ، أو انتسب إليها فإنه لا يجوز أن يُنسب إليها هذا المنتحل بإطلاق ؛ لوجوه : الأول : أن لهذه الفرق مقالاتٍ متعددةً قد لا يلتزمها كلها ؛ فكيف يُنسب إليها ، أو يُقرن اسمه بها . الثاني : أن الأسماء الشرعية المحددة في الشريعة ، التي يُعاقب المسلم على فعل شيء من موجباتها في الدنيا والآخرة ؛ كالكفر والفسق والبدعة ، ثم أقر بها إجمالا دون تفصيل ......تتمة

فإنه بإحياء فقه الخلاف تتحقق أشرف المعاني ، وأجل المقاصد : إنه توحيد الله ، وتمام العبودية له جل شأنه في خطرات الإنسان ، وتفكيره تجاه الآخرين ، وفي تعامله معهم . وإذا كان تحقيق مقتضى الشريعة مع المخالف أيا كانت ديانته هو من تمام هذه العبودية فإن معاملة المسلم بمقتضاها أقرب في تعلقها بأصل الإيمان به سبحانه ، وهو حق ذلك المسلم في المحبة فيه جل شأنه ، وفي موالاته لأجله ؛ لأن الحب في الله والبغ ......تتمة

الحياء حجاب غير شفاف ، ولكنه رقيق جدا إلى درجة أن أي لًمسة لطيفة له يمكن أن تهتكه ؛ فإذا هُتك ولو بقدر رأس دبوس فلا تسأل بعد ذلك عما سيحصل للمُجْتَمَعَين : الأسرة والأمة من فساد الأخلاق ، وبوار القلوب والأعمال . وما ذلك إلا لأنه يحجب المرء عن سيء الأخلاق والأعمال وحتى الأفكار والخطرات . ومن علم هذه الحساسية المرهفة لخلق الحياء لم يعجب من تأكيد الشريعة على هذا الخلق : حتى قال فيه النبي ......تتمة

جعل الله الاختلاف بين الناس سنة اجتماعية لازمة ، ومن أظهر حِكَمها : امتحان القلوب وتمحيص الصدور ، قال الله تعالى : "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنْ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء ......تتمة

يكون المرء عبدا لله وحده حين تكون مرضاته وتقديم مراداته نصب عينيه دائما ؛ فإن نام كانت حلمَه ، وإن تعار من الليل كانت فواتحَ ذكره بعد ذكر الله ، وإن خرج من بيته كانت ديدنه وهجيراه ، وإن وضع رأسه مرة أخرى على وسادته كانت تفكيرا وهما ملازمين : قال الله تعالى : "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين" . وقال جل شأنه : "إنا أنزلنا إليك الكتاب بالح ......تتمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد .. فلا زالت قوى صهيون حتى كتابة هذه السطور تمطر غزة الصامدة بحمم الموت والدمار ، في همجية أعادت الذاكرة المكلومة إلى دير ياسين وقانا ، وبقية القائمة السوداء في السجل الأغبر لدولة يهود . الأشلاء متناثرة ، والمنازل مهدمة ، والآهات تصدع القلوب القاسية ، والنجيع الطاهر على أرصفة شوارع القطاع يلوح بألوية حمراء شاهدا على عزة أمة وهمجية كيان . وللحري ......تتمة
لا تنازعوا فتفشلوا
سليمان الماجد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد فمهما سرحت طرفك وأجلت نظرك في التاريخ القديم والحديث تلحظ أن هناك تناسباً طرديا بين الاختلاف المذموم وبين الفشل . فكلما وجد هذا الاختلاف وجد الفشل .. وكلما وجد الائتلاف وجد النجاح وظهور الأمة على غيرها من الأمم . فحين كانت هذه الأمة في الصدر الأول مؤتلفة كانت ظاهرة على الأمم وكانت الفتوحات لا تتوقف ، وكان الأعداء أشد رهبة منها وخوفا . ......تتمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد فمهما سرحت طرفك وأجلت نظرك في التاريخ القديم والحديث تلحظ أن هناك تناسباً طرديا بين الاختلاف المذموم وبين الفشل . فكلما وجد هذا الاختلاف وجد الفشل .. وكلما وجد الائتلاف وجد النجاح وظهور الأمة على غيرها من الأمم . فحين كانت هذه الأمة في الصدر الأول مؤتلفة كانت ظاهرة على الأمم وكانت الفتوحات لا تتوقف ، وكان الأعداء أشد رهبة منها وخوفا . ......تتمة
التقليد عائق النهضة
سليمان الماجد
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .. إن المسافة التي تفصل الأفراد والأمم عن النهضة هي قابلية المراجعة لما قاله الآخرون أو فعلوه ، واعتقادهم أن ظهورَ الشيء وانتشارَه وجريانَ العمل عليه ، وكثرةَ القائلين به ، وفضلَ أصحابه ليس دليل صحته ، وأن الطريق الوحيد لتزييف القول أو تصحيحه هو البرهان والدليل . ولا يُستثنى من ذلك إلا كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، مع بقاء فهم البشر ......تتمة
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .. إن المسافة التي تفصل الأفراد والأمم عن النهضة هي قابلية المراجعة لما قاله الآخرون أو فعلوه ، واعتقادهم أن ظهورَ الشيء وانتشارَه وجريانَ العمل عليه ، وكثرةَ القائلين به ، وفضلَ أصحابه ليس دليل صحته ، وأن الطريق الوحيد لتزييف القول أو تصحيحه هو البرهان والدليل . ولا يُستثنى من ذلك إلا كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، مع بقاء فهم البشر ......تتمة
امتحان العدل
سليمان الماجد
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد .. فإن العدل فضيلة مطلقة ؛ لا تقييد في فضله ؛ فهو ممدوح في كل زمان وكل مكان ، وكل حال ، ممدوح من كل أحد ، مع كل أحد ، بخلاف كثير من الأخلاق ؛ فإنه يلحقها الاستثناء والتقييد . ولهذا اتفقت على فضله الشرائع والفطر والعقول ، وما من أمة أو أهل ملة إلا يرون للعدل مقامه . وبالعدل تحصيل العبودية لله وحده ، وبه تُعطى الحقوق وتُرد المظالم ، ......تتمة
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد .. فإن العدل فضيلة مطلقة ؛ لا تقييد في فضله ؛ فهو ممدوح في كل زمان وكل مكان ، وكل حال ، ممدوح من كل أحد ، مع كل أحد ، بخلاف كثير من الأخلاق ؛ فإنه يلحقها الاستثناء والتقييد . ولهذا اتفقت على فضله الشرائع والفطر والعقول ، وما من أمة أو أهل ملة إلا يرون للعدل مقامه . وبالعدل تحصيل العبودية لله وحده ، وبه تُعطى الحقوق وتُرد المظالم ، ......تتمة
حين تكون الأمم قوية
سليمان الماجد
الحمد لله وحده أما بعد .. فإن قوة الأمة ليست فقط في سلاحٍ ماضٍ يفعل الأعاجيب .. فقد ملكت دولٌ كبرى قوةً قاهرةً ؛ ففرطت في أسباب قوتها الحقيقية؛ فتمزقت إلى دويلات ، في وقتٍ كانت تبشر بمبادئها ، وتفتخر بمناظريها ؛ فكُفنت في ثوب زفافها ، وأغمضت عينيها مع تبلج فجر مسيرتها . القوة مفهوم شامل ينتظم جميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، ومتى أُهمل منها جانب فقد وضعت الأمة في ......تتمة
الحمد لله وحده أما بعد .. فإن قوة الأمة ليست فقط في سلاحٍ ماضٍ يفعل الأعاجيب .. فقد ملكت دولٌ كبرى قوةً قاهرةً ؛ ففرطت في أسباب قوتها الحقيقية؛ فتمزقت إلى دويلات ، في وقتٍ كانت تبشر بمبادئها ، وتفتخر بمناظريها ؛ فكُفنت في ثوب زفافها ، وأغمضت عينيها مع تبلج فجر مسيرتها . القوة مفهوم شامل ينتظم جميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، ومتى أُهمل منها جانب فقد وضعت الأمة في ......تتمة
الساكت عن الحق شيطان أخرس
سليمان الماجد
ا لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد .. قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله : ( .. وأي دين وأي خير ، في من يرى محارم الله تنتهك ، وحدوده تضاع ، ودينه يترك ، وسنة نبيه يرغب عنها ، وهو بارد القلب ، ساكت اللسان شيطان أخرس - كما أن المتكلم باالباطل شيطان ناطق - . وهل بلية الدين إلا من هؤلاء ، الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدين . وخيارهم : المتحزن الم ......تتمة
ا لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد .. قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله : ( .. وأي دين وأي خير ، في من يرى محارم الله تنتهك ، وحدوده تضاع ، ودينه يترك ، وسنة نبيه يرغب عنها ، وهو بارد القلب ، ساكت اللسان شيطان أخرس - كما أن المتكلم باالباطل شيطان ناطق - . وهل بلية الدين إلا من هؤلاء ، الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدين . وخيارهم : المتحزن الم ......تتمة
حجٌ نحو الوحدة
سليمان الماجد
الحمد لله وحده أما بعد .. تأمل فإنك لا ترى أمة قوبة البنيان مرهوبة الجانب إلا وترى الائتلاف والانسجام بين أبناء هذه الأمة قوياً متيناً لا ثغرات فيه . ولا ترى أمة هي في ذيل القافلة ومؤخر الركب إلا وترى التدابر والحسد والبغضاء منتشراً بين أبنائها . فهذا هو التناسب الطردي بين الائتلاف والقوة ، وبين الاختلاف والضعف . ولهذا قال الباري جل شأنه : "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذه ......تتمة
الحمد لله وحده أما بعد .. تأمل فإنك لا ترى أمة قوبة البنيان مرهوبة الجانب إلا وترى الائتلاف والانسجام بين أبناء هذه الأمة قوياً متيناً لا ثغرات فيه . ولا ترى أمة هي في ذيل القافلة ومؤخر الركب إلا وترى التدابر والحسد والبغضاء منتشراً بين أبنائها . فهذا هو التناسب الطردي بين الائتلاف والقوة ، وبين الاختلاف والضعف . ولهذا قال الباري جل شأنه : "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذه ......تتمة