أدنى الكمال في قيام الليل لطالب العلم
فتوى رقم : 24069
مصنف ضمن : صلاة التطوع
لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد
بتاريخ : 03/11/1444 10:04:25
س: السلام عليكم .. يا شيخ .. كم يكون أدنى الكمال في قيام الليل لطالب العلم؟
ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. فإن قيام الليل زاد جميع الناس؛ لغذاء القلب، والثبات على الدين، ونيل الدرجات العلى: "وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا"، فكيف بحاجة طالب العلم إليه في طلبه مما لا يكون المتحصل علما إلا به، كاليقين والورع والثبات والتقوى والسمت والاقتصاد، ولهذا قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الهديَ الصالحَ، والسَّمتَ الصالحَ، و الاقتصادُ، جزءٌ من خمسةٍ وعشرينَ جزءًا من النُّبوَّةِ"، والأنبياء لم يورثوا إلا العلم.
ولهذا جاء عن أحمد مما رواه أبو عصمة البيهقي قال: بت ليلة عند أحمد بن حنبل، فجاء بالماء فوضعه، فلما أصبح، نظر في الماء فإذا هو كما كان، فقال أحمد: سبحان الله، رجل يطلب العلم لا يكون له ورد بالليل!.
أما مقداره فلا يتحدد، بل يختلف باختلاف الاشخاص والأحوال والظروف والصحة والمرض، ولكنه لا يدع من القيام ما يحصل به الحد الأدنى من عدد الركعات مما يحصل به الافتقار وإطالة الدعاء، واللهج بمحامد الله والثناء عليه بما هو أهله، وأن يروض نفسه على الزيادة على ذلك بالتدريج حتى ترتاض النفس على ذلك وتعتاده. والله أعلم.