** هل صداع الرأس من علامات أهل الإيمان وأهل الجنة؟
فتوى رقم : 24134
مصنف ضمن : الإيمان
لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد
بتاريخ : 10/04/1445 04:56:59
س: السلام عليكم .. يا شيخ .. قرأت هذا الحديث: (دخَل أعرابـيٌّ على النَّبيِّ ﷺ فقال النَّبيُّ ﷺ : هل أخذَتكَ أُمُّ مِلدَمٍ قـال: وما مِـلدَمُ؟ قال: حَرٌّ بين الجلدِ و اللحـمِ. قـال: لا، قال: فهل صدَعتَ؟ قـال: وما الصُّـداعُ؟ قال: ريحٌ تعترِضُ في الرأسِ، تضرب العروقَ. قـال: لا، قـال: فلما قـام قـال ﷺ: من سرَّه أن ينظرَ إلى رجلٍ من أهل النارِ أي فلْيَنْظُـرْه.
وفي رواية: مَن أحَـبَّ أن ينظُرَ إلى رجلٍ مِن أهلِ النَّارِ فلينظُر إلى هذا.
صححه الألباني في صحيح الأدب المفرد - رقم: (381)، قال ابن رجب رحمه الله : وصداع الرأس من علامات أهل الإيمان وأهل الجنة. لطائف المعارف ١٠٥.
السؤال: هل هذا الحديث صحيح؟ وهل فعلا من يلازمه الصداع من أهل الإيمان والجنة؟
ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. نعم؛ هذا الحديث صحيح، وقد قال بثبوته جمع كبير من أئمة المحدثين المتقدمين والعلماء المعاصرين.
ولا أعلم فيما وقفت عليه من كلام أهل العلم أن هذا على إطلاقه، بمعنى أن كل من يسلم من ذلك فهو من أهل النار، وكل من يصاب بالمصائب والأمراض فهو من أهل الجنة ، فإن من يقينيات الشريعة وقطعياتها أن هناك من الأنبياء والصالحين والعباد من لم يبتل بمثل هذه الأمراض، وكذلك أيضا ثبت أن كثيرا من الفسقة والمغرقين في المعاصي والكفار من وجدت عندهم الابتلاءات العظيمة والأمراض الخطيرة والمؤلمة ولم يكن هذا علامة مطلقة على دخول النار ولا على دخول الجنة.
فإذا ثبت هذا وجب أن ينظر إلى كل حديث بما يوافق هذه الأصول وتلك القطعيات، والمعنى من هذا الحديث والله أعلم ما يختص به كثير من المؤمنين من تكفير ذنوبهم بمثل هذه الابتلاءات، فيما لا يكون هذا لآخرين ممن يتشخطون ولا يحتسبون ؛ هذا من وجه.
وهناك وجه آخر قد يحمل عليه الحديث وهو أن هذا الرجل قد أجاب سؤال النبي صلى الله عليه وسلم إجابة المغتر والمعجب الذي يرى أن ما حصل له من السلامة من كسب نفسه أو احتقار الآخرين الذين أصيبوا بمثل هذه المصائب، فكان جواب النبي صلى الله عليه وسلم على وفق هذه الحال التي مرت عليه لا أنها عامة لكل أحد. والله أعلم.