الرئيسة    الفتاوى   القرآن الكريم وعلومه   توجيه قول إسحاق بن راهويه حول تلاوة القرآن في أقل من ثلاث

توجيه قول إسحاق بن راهويه حول تلاوة القرآن في أقل من ثلاث

فتوى رقم : 24142

مصنف ضمن : القرآن الكريم وعلومه

لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد

بتاريخ : 11/04/1445 04:46:34

س: شيخنا الفاضل .. قال إسحاق بن راهويه: "وأما الذي نستحب لمن حمل القرآن حتى حفظ أن يقرأه في السبع أو الثمان، وإن كان في ثلاث فهو أفضل، ولا يقرؤه في دون ثلاث إلا أن يحب في الأحايين ختم القرآن ليدعو دعوة يطمع في الإجابة". مسائل الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه برواية الكوسج ٤٨٢٠/٩.
ما معنى (إلا أن يحب في الأحايين ختم القرآن ليدعو دعوة يطمع في الإجابة)؟

ج: الحمد لله أما بعد .. فإن ما ذكره إسحاق بن راهويه رحمه الله موافق لأصول الشريعة وقواعدها في عدم الالتزام بشيء معين مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم حيث يكون دائما ، فإن المداومة من شعائر الشريعة وشعائرها فلا تضاهى في ذلك.
أما أن يكون هذا على وجه القلة لسبب عارض أو لأمر ملم أراد أن يدعو به مما يقل ويندر في حياة الناس فقرأ القرآن كله في يوم أو يومين ليكون سببا من أسباب إجابة دعائه ، كان ذلك من جنس المشروع، بخلاف ما لو جعله ديدنا ودائما فإنه مضاه لما شرعه الله عز وجل من أن الإنسان لا يقرأ دون ثلاث.
ولهذا كان الإمام أحمد رحمه الله لا يرى اجتماع الناس للصلاة جماعة في قيام الليل إلا أن يكون ذلك على غير عمد ولا تواعد ولا اتفاق؛ لأن هذا يشبه التداعي والتنادي إلى الصلوات المفروضة، وفيه مضاهاة له، فمُنع من هذا الوجه، فلهذا قال: لا أحب أن يجتمع الناس على عمد، أي على تواعد ، ولكن لو اجتمعوا من حيث الأصل فرأى أحدهم أن يصلي، فصلوا جميعا ، فهذا لا بأس به، فهذه المسألة من جنس المسألة التي طرحها الأخ السائل. والله أعلم.