الرئيسة    الفتاوى   القرآن الكريم وعلومه   حلف ألا يعود لذنب فعاد إليه، هل يدخل في آية "فأعقبهم نفاقا في قلوبهم"؟

حلف ألا يعود لذنب فعاد إليه، هل يدخل في آية "فأعقبهم نفاقا في قلوبهم"؟

فتوى رقم : 24150

مصنف ضمن : القرآن الكريم وعلومه

لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد

بتاريخ : 24/04/1445 07:45:34

س: السلام عليكم .. هل من حلف ألا يعود لذنب فعاد إليه، تنطبق عليه الآية الكريمة: "فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ"؟

ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. فالأظهر والله أعلم أنها نزلت على حالة خاصة، وهي ذلك الرجل الذي عاهد الله عز وجل لئن آتاه من فضله، فحين آتاه الله عز وجل من فضله بخل به ومنع الزكاة أو النفقة الواجبة أو الحقوق الواجبة في المال غير الزكاة المعلومة عند أهل العلم ، ولهذا قال الله عز وجل: "وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ" فهو تولى عن أمر الله الذي أوجبه عليه بأصل الشريعة ، ولم يكن إيجابه لأجل اليمين.
ثم قال: "فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ"، فالله عز وجل علم منه أنه يكذب، وحتى لما جاء أمر الله بالزكاة لم يعط الزكاة كما جاء في هذه الأخبار، وأما تعيين حاطب بن أبي بلتعة فيها فهو غير صحيح، بل كثير من المفسرين وأهل السير يرون بأنه الجد بن قيس، وقيل غيره من المنافقين، فهذا لا ينطبق على من حلف على شيء ثم لم يف به، أو نذر شيئا ثم لم يف به ؛ فمن فعل ذلك ولم يكفر فيما تجب فيه كفارة أثم ، لكن هذه الآيات لا تتناوله. والله أعلم.

أيمان    نفاق    رجوع    توبة    آية قرآنية    فعل    إثم    معصية