الرئيسة    الفتاوى   الآداب   هل الزيارة والعيادة بالمكافأة؟

هل الزيارة والعيادة بالمكافأة؟

فتوى رقم : 24157

مصنف ضمن : الآداب

لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد

بتاريخ : 29/04/1445 15:07:30

س: العيادة بالمكافأة، ‏جاء عن الإمام أحمد أنه قال له ولده: ‏يا أبت، إن جارنا فلاناً مريض، فما تعوده؟! ‏قال: يا بني ما عادنا فنعوده.
‏الأداب الشرعية| لابن مفلح (٣/٥٤٣).
هل أصاب الإمام في ذلك؟

ج: الحمد لله أما بعد .. لا ليست بالمكافأة ، وأما هذه المقولة فقد ذُكرت عن الإمام أحمد رحمه الله في كثير من كتب الأصحاب رحمة الله عليهم، وقد جاء نحوه عن ابن وهب رحمه الله ورضي عنه، أنه قال: "لا تزر من لا يزورك، ولا تعد من لا يعودك"، ونحو هذا الكلام الذي روي مثله عن الإمام أحمد رحمه الله، ولم يستنكره أحد من الأصحاب ، فالظاهر هو ثبوته عنه رحمه الله.
ولكن مما ينبغي أن يعرف أن الإمام لا يقصد بالضروة أن الزيارة بالمكافأة بالضرورة، فهو يعلم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل هو الذي يصل من قطعه"، ونبه عليه الصحابة والتابعون والأئمة الأعلام أن الأكمل للإنسان أن من قُصِّر في حقه ألا يقصر هو في حق ذلك الشخص المقصر، وإنما يرد الإهمال بالإحسان ، هذه هي أكمل المقامات، والإمام أحمد رحمه الله لا ينزل عن هذه المقامات العالية والرتب الرفيعة، رحمه الله ورضي عنه.
لكن من تكلم عن ذلك من العلماء في كتب الآداب الحنبلية وغيرها قالوا بأن ما قاله أحمد رحمه الله محمول على من تكبر، وقصد الانتقاص، وعرف ذلك منه بعلامات وأمارات، فهنا يؤدب بالإعراض، وأما سائر الناس الذين يتركون بعض الواجبات وكثيرا من المستحبات إهمالا، ويعرف منهم وعنهم أنهم مقصرون، ويعرفون عن أنفسهم أنهم مقصرون، فلا يحمل عليه كلام الإمام أحمد رحمه الله ، وهذا من أحسن الوجوه، وهو على هذا لا يقع إلا نادرا، والشاذ لا حكم له.
وأظن أن ابن حجر الهيتمي رحمه الله ذكر شيئا من هذه التوجيهات في بعض فتاواه، فليراجع. والله أعلم.